من ناحية، يُشدّد تدريس أساسيات المعلومات على أهمية الحصول على المعلومات وعلى تقييم هذه المعلومات وإستخدامها مع مراعاة القيم الأخلاقية. ومن ناحية أخرى، يشدّد تدريس أساسيات الإعلام على القدرة على فهم وظائف الاعلام، تقييم كيفية تنفيذ هذه الوظائف، وعلى التعامل بعقلانية مع الإعلام للتعبير عن الذات. يتضمّن منهاج تدريس أساسيات المعلومات والإعلام المخصّص للمعلمين الفكرتين معا. تُشير التعاريف أو المفاهيم المختلفة التي يتضمنها تدريس أساسيات المعلومات والإعلام الى كفاءات تشدّد على تنمية المهارات المبنية على البحث وعلى القدرة على التعامل بصورة مجدية مع قنوات الإعلام والمعلومات تحت أي شكل من الأشكال وبأي من التكنولوجيات المستخدمة.
وقد نشأت مدرستان فكريتان رئيسيتان تصفان العلاقة بين هذين المجالين المتلاقيين –أساسيات المعلومات وأساسيات الإعلام. بالنسبة للبعض، تعتبرأساسيات المعلومات مجال الدراسة الأوسع وتندرج أساسيات الإعلام من ضمنه، بينما بالنسبة الى آخرين، تعتبر أساسيات المعلومات مجرد جزء من أساسيات الإعلام، الذي يعتبر المجال الأوسع نطاقا. علاوة على ذلك، فقد اجتمع فريق من الخبراء الدوليين تحت مظلة اليونسكو وأشاروا الى أوجه التمايز بين وسائل الإعلام ومصادر المعلومات الأخرى، كما الى الروابط التي تجمعها . لنطّلع على المصطلحات التالية المستخدمة من قبل جهات متعددة حول العالم :
1. تم تكييفها من رالف كاتس وجيزوس لاو، 2008.
2. لم يتم تسليط الضوء عمدا على مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومحو الأمية الرقمية. النية ليست للتقليل من شأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بل الإقرار بأن هذا الموضوع قد تم التعامل معه بشكل مستفيض في Unesco ICT competency Standards for Teachers, 2008
◾ – معرفة أساسيات الإعلام
◾ – معرفة أساسيات المعلومات
◾ – حرية التعبير ومعرفة أساسيات المعلومات
◾ – معرفة أساسيات المهارات المكتبية
◾ – معرفة أساسيات النشرات الأخبارية
◾ – معرفة أساسيات إستخدام الحاسوب
◾ – معرفة أساسيات الإنترنت
◾ – معرفة أساسيات إستخدام البيانات الرقمية
◾ – معرفة أساسيات السينما
◾ – معرفة أساسيات الألعاب
– معرفة أساسيات التلفزيون وأساسيات الاعلان
هناك علاقات واضحة بين كل هذه المفاهيم (راجع الشكل 2 ). غير أنه لم يتم توضيح كل الروابط التي تجمعها في إطار هذه الوثيقة. مع ذلك، فأنّ بعضها شكّل موضوع أنشطة تضمنتها الوحدة التعليمية التمهيدية (الوحدة الأولى) في المنهاج “أ.م.أ” الذي أعدته اليونسكو. النقطة البارزة هنا هي أنه، عندما يُصبح المُعلمون أكثر معرفة بالمنهاج “أ.م.أ”، سوف يُصادفون هذه المصطلحات، وعليهم بالتالي أن يتبادلوها على الأقل. العديد من هذه المصطلحات لا يزال يخضع لمناقشات حيّة ويتم تطبيقها بشكل مختلف، تبعا للسياق المهني أو البيئة الثقافية للمجتمعات التي تستخدمها. على الصعيد العالمي، العديد من المنظمات يستخدم عبارة التربية الإعلامية (الشرق الأوسط) والتي تعتمد أحيانا على أنها تغطي تدريس أساسيات كل من المعلومات والإعلام. وتسعى اليونسكو من خلال استخدامها لعبارة “تدريس أساسيات المعلومات والإعلام “أ.م.أ”، الى المواءمة بين المفاهيم المختلفة في سبيل الحصول على منصّات موحدة.
انّ النيّة المرجوة من منهاج اليونسكو النموذجي “أ.م.أ” وإطار الكفاءات المُخصّص للمعلمين، هو تقديم نظم إعداد المعلمين في البلدان المتقدمة والنامية مع اطار لبناء برنامج يُنتج مُعلمين مُلمّين بأساسيات المعلومات والإعلام. وتفترض اليونسكو أيضا أن المعلّمين سوف يقومون بمراجعة وتنقيح هذا الإطار وسيقبلون التحدي المتمثّل في المشاركة في عملية جماعية تهدف الى إعتبار هذا المنهاج الدراسي وثيقة حيّة والعمل على تشذيبه وإثرائه. لهذا السبب، يركز المنهاج فقط على الكفاءات والمهارات الأساسية المطلوبة والتي يمكن إدخالها بشكل سلس ضمن البرامج القائمة لإعداد المعلمين دون تحميل المتدرّبين (ذي البرامج المثقلة فعلا) مزيدا من العبء.
الشكل رقم 2 العناصر المكوّنة لبيئة المنهاج “أ.م.أ”