المبادىء التربوية في تعلم وتعليم المنهاج “أ.م.أ”؛ إستخدام المنهاج
المقاربات التربوية التالية تدعم الاستراتيجيات المستخدمة في كافة الوحدات التي يتضمنها المنهاج الدراسي “أ.م.أ”:
I. المقاربة الإستقصائية
انّ مسألة التعلم الاستقصائي هي عبارة عن مقاربة تعليمية تتمحور حول الطالب حيث يتركز فيها الاستقصاء على المسائل المرتبطة بتعلم أساسيات المعلومات والإعلام في المجتمعات المعاصرة. وهو يتضمن العديد من الميزات المرتبطة بالتعلم عبر البحث، وحل المسائل وصنع القرار، وحيث يكتسب المتعلمون المعارف والمهارات الجديدة من خلال مراحل الإستقصاء التالية : تحديد المسألة؛ التعرف على المواقف والمعتقدات الأساسية الكامنة وراء المسألة؛ توضيح الوقائع والمبادئ التى تتحكم بالمسألة؛ تحديد وتنظيم وتحليل الأدلة؛ تفسير وحل المسألة؛ واتخاذ الإجراءات وإعادة النظر في التبعات والنتائج الواردة في كل مرحلة. إنه أسلوب مناسب لتعليم “أ.م.أ” بحيث يتيح للطلاب الفرص المناسبة لاستكشاف القضايا في العمق.
أمثلة على المقاربة الإستقصائية في المنهاج “أ.م.أ”: استكشاف كيفية تصوير الجنس (ذكر، أنثى) أو العرق من خلال تحليل المواد الإعلامية؛ استكشاف مسألة الخصوصية في الإعلام من خلال التحليل الأساسي والثانوي للمستندات؛ استكشاف عمليات الترهيب المعلوماتية من خلال البحث الإثنوغرافي.
II. التعلم المرتكز على حل المسائل (PBL)
التعلم المُرتكز على حل المسائل هو تطوير لمناهج دراسية ونظام تعليمي يُطوّر قواعد المعارف والمهارات المُتعددة الاختصاصات لدى الطلاب، كما يُطوّر في الوقت نفسه التفكير النقدي واستراتيجيات حل المسائل. لقد نشأ هذا النهج التعلمي في كلية الطب في جامعة ماك ماستر في اونتاريو، كندا. إنه أسلوب تعلم تعاوني ومنظّم للغاية يعزز إكتساب المعرفة الفردية والمعرفة الجماعية على حد سواء من خلال إشراك الطلاب في بحوث دقيقة ومعمّقة تتصل بمشكلات حياتية واقعية. ويقوم الطلاب بادارة جميع أهداف التعلم وأسئلة البحث وأساليبه ونتائجه.
أحد الأمثلة على التعلم القائم على حل المسائل في المنهاج “أ.م.أ” يتضمن تصميم فعّال لحملة تسويقية إجتماعية تستهدف جمهورا معينا.
III. البحث العلمي
تعود مقاربة البحث العلمي الى مجموعة متنوعة من التقنيات يستخدمها الباحثون لاستكشاف العالم الطبيعي ولاقتراح تفسيرات تستند الى الأدلة التي وجدوها. يتم توصيف عملية البحث العلمي في كثير من الأحيان كمجموعة مبسّطة من الخطوات تُسمّى دورة البحث، والتي تشمل الأنشطة التالية: تدوين الملاحظات؛ طرح الأسئلة؛ البحث عن الامور المعروفة سابقا؛ تصميم التحقيقات؛ مراجعة المعرفة السابقة في ضوء الأدلة الإختبارية؛ استخدام الأدوات المناسبة لجمع وتحليل وتفسير البيانات؛ اقتراح التفسيرات؛ تقديم النتائج. يمكن أيضا تكييف هذا الأسلوب لتدريس أساسيات المعلومات والإعلام.
تشمل الأمثلة على أسلوب البحث العلمي ما يلي: التحقيق في أثر العنف الوارد في المواد الإعلامية؛ التحقيق في دور المجتمعات الألكترونية.
IV. دراسة الحالات
يحتوي أسلوب دراسة الحالات على فحص معمّق لحالة منفردة أو حدث معيّن. يُمارس هذا الأسلوب على نطاق واسع في كلية هارفارد لإدارة الأعمال حيث يستخدم طلبة الجامعة أحداث من الحياة الواقعية ليروا كيف تُطبّق المعرفة النظرية على حالات حقيقية. إن هذا النهج مُناسب لتدريس المنهاج “أ.م.أ” حيث أنّ الطلاب يتعرضون كل يوم لأشكال مختلفة من المضامين الآتية من وسائل الإعلام ومصادر المعلومات الأخرى. فهو يقدم طريقة منهجية للنظر إلى الأحداث وجمع البيانات وتحليل المعلومات والإبلاغ عن النتائج، مما يدعم في المقابل التعلم البحثي لدى الطلاب. وبذلك يتمكّن الطلاب من فهم أعمق وأشمل لسبب حدوث الوقائع أو الحالات بالطريقة التي حدثت بها. يؤدي أسلوب دراسة الحالات الواقعية أيضا بشكل طبيعي الى وضع الفرضيات وإختبار صحتها.
على سبيل المثال، يُمكن للطلاب إجراء دراسة حالة لاستراتيجية حملة تسويقية تُستخدم عند إطلاق عرض أحد الأفلام أو الكتب التي لاقت نجاحا باهرا أو غيره من المنتجات الإعلامية الرفيعة الكلفة والمستوى.
V. التعلم التعاوني
يعود التعلم التعاوني إلى المقاربة التعليمية الذي تجعل الطلاب يعملون سوية من أجل تحقيق أهداف مشتركة. تتراوح أنواع التعلم التعاوني بين عمل مبسّط بين طالبين وأساليب أشد تعقيدا كالتعلم من خلال الإشتراك في تنفيذ مشروع معيّن، تقنية التعليم بانوراما (jigsaw learning)، التعليم المتبادل عبر طرح الأسئلة على الزملاء، وتهدف كل هذه المقاربات إلى تحقيق مكاسب تعلم كتطوير مفاهيم المعارف وبلوغ مستوى عال من التفكير، مهارات أفضل للتعامل بين الأفراد، تحقيق مواقف أكثر إيجابية تجاه المدارس أو تجاه الذات، واستكشاف كيفية إدارة التباين الأكاديمي في الفصول الدراسية حيث توجد مجموعة واسعة من مستويات الأداء في المهارات الأساسية. إنه أسلوب مناسب لتعلم وتعليم التربية الإعلامية لأنه يتطلب تبادل الأفكار وتعلم الطلاب من بعضهم البعض.
مثال على التعلم التعاوني: العمل بشكل تعاوني ضمن الفضاء wiki.
VI. تحليل النصوص
يتعلم الطلاب على إجراء تحليل النصوص من خلال التعرّف على القوانين والاتفاقيات المتعلقة بالأنواع المختلفة لوسائل الإعلام. وينبغي أن يُحقق تحليل المعنى هذا مزيدا من الإدراك للمفاهيم الأساسية. لذلك، يتعلم الطلاب كيفية تحديد استخدام الرموز اللغوية والمصطلاحات بهدف إنشاء أنواع معيّنة من التمثيل ينجذب إليها جمهور معيّن. يتم تدريس الطلاب كي يتمكنوا من التعرف على المصطلحات “التقنية”، “والرمزية”، “والسردية” الواردة في أي نص اعلامي. وحيثما أمكن ، يستخدم هذا النوع من تحليل النص داخل سياقات ذات مضمون معين وليس كممارسة أكاديمية بحد ذاتها.
مثال: يُمكن أن يُطلب من الطلاب إختيار مقتطف من نص إعلامي يحوذ على إهتمامهم. قد تكون مادة إخبارية، شريط فيديو من يوتيوب، أو مقطع فيديو من مصدر إخباري على الانترنت. يقسّم الطلاب الى مجموعات ويتم إرشادهم في عملية تحليل للجمهور، الغرض من القطعة، المؤلف ، مميزات النص أو التقنية، والسياق.
VII. تحليل السياق
يُبين للطلاب كيفية إجراء تحليل أساسي للسياق ، وبشكل خاص فيما يتعلق
بالمفاهيم الأساسية للمؤسسات والتقنيات، ولكن أيضا بما يتعلّق بمجموعة من المقاربات النظرية.
تشمل الأمثلة على تحليل السياق وطرق التدريس ما يلي: مساعدة الطلاب على تعلّم موضوعات كالتالية : نظم التصنيف المعتمدة للتلفزيون والأفلام وألعاب الفيديو التي يتم عرضها في استراليا؛ ما هي علاقة ملكية وسائل الإعلام وتجمّعها الجغرافي بقضايا الديمقراطية وحرية التعبير.
VIII. الترجمات
يُمكن أن تتّخذ هذه المقاربة التربوية أشكالا مُختلفة ومُتعدّدة ، ويتم إستخدامها في مجموعة متنوعة من الأوضاع الاعلامية. يُمكن أن يتناول الطلاب إحدى المقالات الصحفية التي كتبوها في الجامعة حول حدث معيّن ويحوّلوها إلى قصة إخبارية إذاعية. أو أنهم يشاهدون مقطعا قصيرا من فيلم للأطفال، ثم يعملون ضمن مجموعات صغيرة لوضع مخطط تنفيذي مرتبط بالمشهد تتحدد فيه اللقطات والزوايا والتحركات التي ستستخدم.
مزيد من الأمثلة : يمكن للطلاب أيضا أن يتناولوا رواية خرافية ويحولونها الى مخطط تنفيذ جاهز للتصوير. أو يمكن أن يقوموا بجمع مجموعة واسعة من المواد المرئية الجاهزة والتي تتعلق بحياة شخص معيّن واستخدامها كنقطة انطلاق لتخطيط وإنتاج فيلم وثائقي قصير عن الشخص.
IX. المحاكاة
غالبا ما تُستخدم المحاكاة كاحدى الإستراتيجيات في فقرات المناهج الدراسية الخاصة بالاعلام والسينما. يستخدم فيها المعلمون المحاكاة ليظهروا للطلاب كيف تبدو عليه تعلم مبادىء الإعلام، أي أن المعلم يلعب دور مدرّس الصف بينما يقوم المتدربون بدور الطلاب في سن الدراسة، على الأقل من أجل اتمام الأنشطة. وتناقش هذه الاستراتيجية مع الطلاب على أنها عملية تربوية.
ومن الأمثلة على ذلك: يلعب الطلاب دور فريق عمل انتاج فيلم وثائقي تلفزيوني يستهدف الشباب، أو يلعبون دور صحافيين يجرون مقابلة مع أحد مدرسي الإعلام في برنامج ينقل على الراديو أو الإنترنت. أو يلعبون دور فريق تسويقي تابع للجامعة مكلف بإنتاج فيديو ترويجي يصف الحياة في الجامعة ويتوجّه الى الطلاب الراغبين في الإلتحاق بها.
X. الإنتاج
ينطوي هذا الأسلوب على التعلم بالممارسة والذي يُشكل جانباً هاماً من اكتساب المعرفة في القرن الحادي والعشرين. ينبغي تشجيع الطلاب على استكشاف التعلم على مستوى أعمق وأكثر جدية. إن إنتاج مضمون الإعلام والمعلومات يمنح الطلاب فرصة الإنغماس الكلي في عملية التعلم من خلال الاستكشاف والعمل الفعلي. ومن خلال إنتاج النصوص الإعلامية (السمعية أو المرئية أو المطبوعة)، يتمكن الطلاب من استكشاف الإبداع والتعبير عن أنفسهم عبر صوتهم أو أفكارهم أو وجهات نظرهم.
ومن الأمثلة على ذلك: يستخدم الطلاب البرمجيات (iMovie أو Moviemaker) أو أي برمجيات أخرى حرة وذات مصدر مفتوح، بهدف إنتاج قصة رقمية، لمدة دقيقة واحدة، تتناول قضية بيئية أو أي موضوع آخر من ضمن إهتمامهم.